واس- الرياض
وجه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم امس كلمة لمنسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم والمعلمين والمعلمات وطلاب وطالبات التعليم العام بمناسبة العام الدراسي الجديد الذي يبدأ اليوم( السبت) أول أيامه بمشيئة الله تعالى. وقال سموه :بتفاؤل كبير نستهل اليوم عاماً دراسياً جديداً، سائلين الله أن يجعله عاماً مباركاً حافلاً بالمنجزات على المستويات كافة، مؤكدين بحول الله تعالى عزمنا على العمل سوياً لتحقيق رسالة التربية والتعليم.
اليوم يستقبل نصف مليون معلم ومعلمة في مدارس المملكة ما يزيد على خمسة ملايين طالب وطالبة في جميع مراحل التعليم العام، مادين أيديهم لهم لينهلوا من معين العلوم، وينافسوا في ميادين المعرفة.
إن التوجهات المستقبلية للتعليم ترتكز على عقيدتنا الراسخة، وتنمية روح الولاء لله، ثم للمليك، حفظه الله، والوطن المعطاء، مع جعل التعليم أداة فاعلة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لنبني من الإنسان قوةً منتجةً قادرة على تحقيق التطلعات والتوقعات، ساعين للعمل على نقل التعليم من تحصيل المعرفة لأهداف آنية، إلى غرس حبِّ العلّم والتعلّم، لكي يتمكن أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات من الوصول إلى المعرفة وإنتاجها بأنفسهم، مع العمل على بناء شخصياتهم، وغرس القيم الإسلامية، وتعزيز روح الانفتاح الواعي لديهم، والإيمان بقيم العمل والإنتاج، وإشاعة مبدأ الحوار وروح التسامح، والتعامل الراقي والرشيد مع التقنية وتطبيقاتها.
كما تسعى الوزارة من خلال التوجهات المستقبلية لأن تكون مدارسنا أكثر قدرة على تنمية مهارات الأبناء وإكسابهم أدوات المعرفة، والتأمل، والإبداع، وحبّ الاستطلاع، والمبادرة، والتفكيرِ الناقد، وأن تكون مدارسنا أيضاً أكثر قدرة على تدريب العقول واستنفار قدراتها، وتحفيز الإرادة، وصقل الضمير، وتوجيه الطاقات، مع حث الطلاب والطالبات على التخطيط والعمل الجماعي، والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم.
إن قيادتنا الرشيدة ،حفظها الله، تدرك أن تقدم المجتمعات ورفاهيتها يأتي من تقدم نظم التعليم فيها، ومدى قدرة المسؤولين على المراجعة الدائمة لها تطويراً وتجويداً، واستشرافهم لآفاق المستقبل التي تقود إلى التقدم والازدهار، وتنأى عن الركود الذي يتدنى معه البناء المعرفي للأفراد فيصبحون عاجزين عن مسايرة متطلبات وتحديات ومعطيات عصر المعرفة والعولمة.
وأكد سموه : إنه من هذا المنطلق خصصت الدولة في ميزانيتها نصيب الأسد للتعليم لتحملنا جميعا سواء في الوزارة أو في الميدان التربوي مسؤولية كبيرة لتحقيق رؤى القيادة للاستثمار في الإنسان وبناء المجتمع المعرفي، وهذا يتطلب منا جميعاً المسئولين، والتربويين، وأولياء أمور، والمهتمين من أصحاب الرأي، أن نتكاتف جميعاً لتحقيق الآمال العريضة للوطن وللأمة، وتجسيد روح الشراكة مع المجتمع. مؤكدين أن وزارة التربية والتعليم ترحب بكل رأي سديد أو مقترح بنّاء.
حققوا آمال الأمة
وخاطب الطلاب فقال: أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات:
أنتم مستقبل وطننا وأمله، وما نقدمه هو حق لكم علينا، فحققوا آمال الأمة وآمال ولاة الأمر الذين لم يبخلوا على التعليم من أجلكم، وأقّرُّوا أعين آبائكم وأمهاتكم، وثقوا بأن معلميكم ومعلماتكن حريصون على ما ينفعكم، فانظروا لمستقبلكم، وأحسنوا لأنفسكم، فليس هناك طريق للنجاح غير التعليم، وثقوا بأن قاعات الدراسة تولد المعرفة، وتعزز الموهبة وتحدد معالم المستقبل؛ فثابروا على التحصيل، وفاخروا بأنفسكم بين زملائكم، وأسركم، ومجتمعكم، لتكونوا بعون الله مفخرة لوطنكم بعلمكم ... فأنتم مستقبلنا.
الشريك الرئيس
وخاطب المعلمين والمعلمات فقال : إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات: أنتم الشريك الرئيس، فبكم تترجم خطط وبرامج وزارتكم إلى واقع طموح، وبكم تنفتح بوابات العلم والمعرفة لأجيال وطنكم، لذا فإن أمانتكم كبيرة، وهي اصطفاء من الله تعالى لكم، فكما تعلمون ليس هناك رسالة أعظم من رسالةً التعليم، فراعوا الله في أنفسكم وفيمن ائتمنكم الله عليهم من أبنائكم، وكونوا قدوة صالحة لطلابكم، وثقوا بأن حسن صنيعكم يترجم فيما يكتسبه طلابكم وطالباتكم من سلوك ومعارف وعلوم ومهارات، مؤكدين أننا لن ندخر وسعاً أمام دعم دوركم والإسهام في تحقيق رسالتكم بكل ما نستطيع سواء من خلال وزارة التربية والتعليم أو الجهات المعنية الأخرى.
أدعوكم للمشاركة الفعالة
وكان للاباء والأمهات نصيب في كلمة سموه فقال : آباء وأمهات الطلاب والطالبات ..أنتم عنصر مهم من عناصر منظومة التعليم في المجتمع، ورافد قوي لجهود القائمين على التعليم، وبهذه المناسبة أدعوكم إلى المشاركة الفعالة معنا في تحقيق رسالة التعليم من خلال المتابعة المستمرة لأبنائكم، وتوجيههم، وتحفيزهم، والتواصل المستمر مع مدارسهم، إضافة إلى المشاركة في الرأي والتقويم.
نقلة نوعية في التعليم
واستطرد بقوله : الإخوة والأخوات: إن الوزارة تعمل جاهدة لتحقيق نقلة نوعية في التربية والتعليم من خلال الدور المحوري والإستراتيجي لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام وشركة تطوير التعليم القابضة، وتقليل المركزية، ومنح إدارات التربية والتعليم مزيداً من الصلاحيات، والتوسع في صلاحيات المدارس، وإيجاد بيئة تقوّيمية وتنظيمية مستقلة عن الوزارة، بالإضافة إلى العمل على استكمال بعض مشروعات الوزارة في مجال المناهج والمقررات الدراسية، إذ سيتم هذا العام ـ بتوفيق الله ـ التوسع في تطبيق مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية، ومشروع نظام المقررات في التعليم الثانوي المطور، والبدء في تعميم تطبيق المشروع الشامل للمناهج. وبجانب ذلك فإن الوزارة تعمل على استكمال البنية التحتية لمدارس التعليم العام، كمشروع إحلال المدارس الحكومية مكان المدارس المستأجرة، والعمل على إيجاد مدارس حكومية تتكامل فيها الخدمات التعليمية والتربوية وفق رؤية تلبي الاحتياجات، وتحسن مستوى المباني القائمة وترتقي بتجهيزاتها وتقنياتها لتواكب المستجدات. كما تنفذ الوزارة مبادرة شاملة لتقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية.
الشكر للقيادة الرشيدة
وختاماً يشرفني في هذه المناسبة أن أرفع باسمي ونيابة عن جميع القائمين على وزارة التربية والتعليم والمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات عظيم الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ أيده الله ـ وإلى سمو ولي العهد الأمين- سلمه الله ـ وإلى سمو النائب الثاني ـ حفظه الله ـ ونشكرهم على ما يلقاه التعليم منهم من عناية ورعاية تجلت في مظاهر كثيرة من أشكال الدعم المادي والمعنوي. والله أسأل أن يبارك عامنا هذا وأعوامنا القادمة ، وأن يكون ما نقدمه مبنياً على أسس متينة من تقوى الله عز وجل، ورعاية مصالح الفرد والمجتمع، وامتداداً لجهود متواصلة من العمل الدؤوب لما فيه خدمة ديننا ووطننا وأمتنا. سدد الله الجهود، وبارك الخطى، ووفق الجميع لما يحب ويرضى.
وكل عام وأنتم بخير