سعد آل هيال يحكي عن الفشل والنجاح

يقول زويل (الغرب يدعم الفاشل حتى ينجح ، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل ...) وهذا أهم أسباب فشل المجتمعات العربية ومن يتمعن في أنظمتنا البالية يجدها تدعو إلى الفشل حتى وإن كانت الدعوة بطريقة غير مباشرة ...
عملت في كثير من المدارس وفي إدارة التربية والتعليم بل وفي بعض اللجان وأجدها جميعا نسخة من بعضها في الدعوة للفشل والتسيب والكسل ..وأجزم أن ذلك ديدن جميع الإدارات والوزارات بدون استثناء ....
عندما تذهب إلى إدارة ما فستجد عدة مكاتب في حجرة واحدة ولكن لن تجد إلا موظفا أو اثنين أما البقية فمنهم من يحضر أولاده ومنهم من يراجع في المستشفى ومنهم من ذهب للصلاة - تقبل الله منه صالح أعماله –الغريب في الأمر أنك ستعود بعد يومين وربما شهرين أو عامين وستجد نفس الوجوه الموجودة هي هي والغائبة نفسها وفي النهاية الرواتب واحدة والترقيات واحدة حتى لو زعموا غير ذلك بل ربما تسبق العرجاء إن ملكت واسطة .
عملت في مدرسة بها معلم رياضيات نصابه مكتمل أو يكاد لا تبدأ الحصة إلا وهو يستقبل طلابه ولا يفرط بدقيقة منها مهما حصل وتحايلنا كثيرا واتصلنا كثيرا وتوسطنا كثيرا لأجل أن يكرم في تكريم يكرم فيه من لا يبذل عشر جهده وكل ما يمتلكه علاقة وثيقة مع مديرة وصحبة طيبة مع مشرفه وأخيرا كرم لكن ما الفائدة من التكريم ؟ فراتبه مثل راتب معلم للبدنية لديه أربع حصص أو خمس يدرسها وهو يتناول الشاي على كرسيه في ظل جدار المدرسة أو عندما يكون له زميل لا يرى من دوامه إلا توقيعه في دفتر الدوام إن تكرم بذلك ...
مجتمعنا ثقافته قاتلة للإبداع والإخلاص ولم أتفاجأ كثيرا بما حصل في شرطة بيشة من عدم تقدير للمسؤولية وعدم مبالاة بالعمل فما الفائدة من إخلاصك ومن إبداعك ولماذا تصر على تطبيق أنظمة يتجاوزها زملاؤك ورؤساؤك أمام ناظريك في مجتمع لا زال يذم الشجرة التي لا تظلل ....
يتشدق بعضهم بابتغاء ما عند الله ورجاء ثوابه لكنه يتملص من عمله كما يتملص الماء من بين يديك في مثالية جوفاء ابتلي بها مجتمعنا وأنا لا أشك في ثواب الآخرة لمن أخلص لكن نحن نريد نظاما في الدنيا يضمن الثواب لكل مخلص والعقاب لكل مقصر أما إذا بقيت الأمور كما هي تسير كيفما اتفق فنحن نسير إلى الهاوية ...
أعلم أن من يناقش مثل هذا الموضوع يتهم في ثقافة المجتمع البالية بالحسد ولكن أبشركم أنني في عملي أجد راحة لم أجدها في أي عمل سابق لكنني أتحدث عن فساد يستشري في أنظمتنا نشتكي منه في الليل والنهار لكننا لانلتفت كثيرا إلى سببه الحقيقي فالتقصير الحاصل في الصحة والتعليم والبلدية ووو مرده إلى عدم وجود أنظمة منصفة تدعم المخلص وتقمع المفسد فالممرض الذي يذرع المستشفى ذهابا وإيابا خدمة للمرضى لا يجد من ينصفه مقارنة بزميله الذي يقبع في آخر الممر ليتجاذب الحديث مع إحدى الممرضات ورجل المرور الذي يطارد المفحطين يتساوى هو ومن يراسلهم على جهاز البلاك بيري ليخبرهم بحركة الدوريات الملاحقة لهم وهكذا جميع إدارتنا ووزاراتنا ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .( كتبتها نصيحة صادقة لوطننا بمناسبة يومه الوطني ) والله من وراء القصد
ترنيمة
إن كـان عندك يا زمــان بقيــة ***مما يهـــان بهــا الكرام فهــاتها

العرب ضايعين ويبي لهم واحد مثل صدام