هل توفر عقوبات الانضباط الحماية للحكام؟
الدمام: خالد الجهاد 2010-09-04 12:07 AM
شكلت اللهجة الشديدة التي استخدمتها لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم تجاه تصريحات إدارات الأندية المحلية ردود أفعال كثيرة، على خلفية عدم قيام اللجنة بما يمنع تكرار الأخطاء من الأساس بدلاً من معالجة الموضوع بشكل جزئي.
وكانت لجنة الانضباط ذكّرت الأندية عبر بيان رسمي لها برغبتها بتفعيل لائحة العقوبات تجاه من أسمتهم المخالفين للوائح.
فئات أخرى
وصف البعض عبارة "فئات أخرى" التي حملها بيان لجنة الانضباط بالفضفاضة، فيما رأى بعض الصحافيين أنهم هم المقصودون بالعبارة، خاصة وأن اللائحة لم تحدد نصاً بل سيكون لأعضاء اللجنة الكلمة الفصل في الموضوع، وهو أمر جدير باللجنة توضيحه لكي لا يلتبس على أحد، ولا يدخل في تفسيرات مبكرة.
معايير التصريحات
ولم تحدد اللجنة المقاييس التي تريدها من المعنيين في الفترة المقبلة بخصوص عملية تقنين التصاريح، أم ستكون هي الأخرى عائدة "لتقدير" أعضائها، خاصة وأن بيانا كهذا ربما سيفتح الباب أمام عقوبات تقديرية مبالغ فيها في البداية على الأرجح قبل أن تتلاشى بمرور الوقت، مما يعني قصوراً في عملها ما لم تواظب على تفعيل تلك اللائحة بشكل دقيق على الجميع.
غياب التنسيق
تساءل البعض عن سبب خروج لجنة الانضباط منفردة ببيان، ورأوا أنه كان المفترض أن تشرك بعض الجهات ذات الاختصاص مثل لجنة الحكام، وأشاروا إلى أنه كان من المفترض أن يكون هناك تنسيق مسبق بين اللجنتين لخروج بيان أكثر تفصيلاً لما سيكون في الفترة المقبلة، ففي حالة مخالفة الإدارات و"الفئات الأخرى" يكون دور لجنة الانضباط، وفي حالة أخطأ الحكام تكون لجنة الحكام حاضرة لتبين خطواتها الإجرائية بحق الحكام المخطئين، مع ضرورة تبيين ما تقوم به من عمل حقيقي لرفع مستوى حكامها ويشمل ذلك نظام المكافآت والدورات والامتيازات المقدمة وهي أمور لا يخفى على أحد أهميتها في تطوير مستوى الحكام.
لماذا يصرحون؟
برز تفسير وتساؤل هام بعد بيان اللجنة تركز في السبب الرئيس الذي يقود رئيس ناد لإطلاق تصريحات نارية وبشكل منفعل بعد مباراة لفريقه ضد الحكم، ولعل الإجابة على هذا التساؤل تحمل شقين، الأولى تتعلق بسياسة معينة تسير عليها بعض الإدارات من خلال رمي فشلها الإداري على الجانب الأضعف وهو الحكم بدلاً من الشفافية المطلوبة في التعامل مع أخطائها، خاصة وأن الجمهور الرياضي بطبعه عاطفي وسيكون مطبلاً لتصريحات رئيسه وهو أمر لا غنى عنه للرئيس، أما الأمر الثاني فهو بالفعل بعض الأخطاء التي يرتكبها الحكام أنفسهم وتتسبب في ضياع جهد مباراة كاملة إن لم يكن في بعض الحالات موسم بأكمله، والمتابع يرى أن تلك الأخطاء عادة ما تكون تأهيلية وإعدادية، وهو أمر يدين لجنة الحكام إذا ثبت عدم قدرتها على تنفيذ برامجها لإعداد حكام قادرين على إدارة لقاءات في مسابقة بقيمة دوري زين للمحترفين.
ثقافة مجتمع
في القارة الأوروبية نجد تصريحات مسؤولي أنديتها تخضع لمقاييس خاصة، فإنهم يحسنون اختيار التوقيت والمكان، أي إن الأمر لا يخضع للعشوائية، ويعرف الجمهور الرياضي رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز جيداً ولكنه لا يذكر تصريحاً نارياً له، ونفس الأمر ينطبق على مالك نادي تشيلسي رومان ابراموفيتش، أو الرئيس الفخري لبايرن ميونخ فرانز بيكنباور، ولعل المقارنة بعيدة بين ما يحدث في أنديتنا وأنديتهم، لأن ما يحدث لدينا هو وليد ثقافة مجتمع يقبل ويسمح لفئات دون غيرها التهجم على آخرين دون أن ينال ما يستحق، وعلاج ذلك لن يكون بلائحة تفعلها لجنة، بل يكون بالتدرج ومحاسبة المسيء وتصحيح المخطئ وعدم جعـله عرضـة "بمفرده" بلا حمـاية.
أبرز الأخطاء
• في مباراة الفتح مع ضيفه القادسية بالجولة الأولى من دوري زين للمحترفين، قام حكم اللقاء صالح العقيل "درجة أولى" بمنح إنذارين للاعب الفتح أحمد الحضرمي دون أن يقوم بطرده بعد نسب أحدهما بالخطأ إلى زميل اللاعب بدر الحقباني، وتسبب تردد الحكم في الإبقاء على اللاعب رغم تنبيه الحكم المساعد ومعه الحكم الرابع على الخطأ المرتكب، في قيام اللجنة الفنية بإيقاف اللاعب فيما بعد.
•وفي مباراة التعاون والنصر، قام محترف التعاون أمير عزمي بضرب لاعب النصر محمد عيد وأثناء ذلك سجل التعاون هدفه في الوقت بدل الضائع، وقام الحكم بعد ذلك بطرد عزمي بعد تنبيه من الحكم المساعد الذي أظهرت الصور التلفزيونية أنه قام برفع الراية قبل ولوج الكرة مرمى النصر، ورغم اعتراض النصر تم تثبيت نتيجة اللقاء بالتعادل 2/2.